العنف الأسري

لن أتحدث عن العنف الأسري ومدى انتشاره في العالم العربي



ولا عن أسبابه ولا دوافعه ولا عن تكتم المجتمع عليه ونكرانه



واعتباره حالات شاذة لا تستدعي العلاج ولا حتى الاعتراف بوجوده



ولا طبعا عن هيئة حقوق الإنسان التي أعرف أنها لن تستطيع أن تؤدي عملها بوضوح



خاصة في مجتمع منغلق كمجتمعنا يصعب اختراقه ومعرفة أسرار بيوته



كل هذه الأشياء لن أتحدث عنها فقد سبقني الكثير ولكني سأتحدث عن شيء رأيته بعيني



لا من وحي خيالي كعادتي مع خوواطري التي أستشف معظمها من وحي الخيال



لكن ما رأيته حقيقةوتمنيت لو أنه كان خيالا أو حلما أو حتى كابوسا ,,,,



رأيت طفلة في عمر الزهور لا تتعدى ثمانية أعوام لكنها ليست كأي طفلة



فهي تعاني من أشد الحرمان ومن أقسى أنواع العنف ,,,



رأيتها وهي تبتسم ةفي عينيها ألف دمعة وحزن عميق الكل اجتمع حولها ليعرف ما الذي تعانيه



قسى عليها الزمن وأحرمها والديها فتوفيا وهي في بداية طفولتها وعاشت مع بقية إخوتها لأبيها وزوجة أبيها



ولم تكن زوجة أبيها سوى مجرمة تسكب عليها أنواع العذاب ,,,,



لم ترحم يتمها ولا طفولتها البائسة ولم ترحم ضعفها ووحدتها وتكالب ظروف الزمان عليها ,,,



سمعتها وهي تحكي معاناتها وتقول ضربتني وأحرقتني بالنار هناوهنا



الطبيبة تفحصها وتكتب كم أثر حرق وتعذيب وجدت في جسم ناحل لا يكسوه سوى العظام



أعتقد أنها وجدت الكثير بدءا من رأسسها المحلوق والمحروق وانتهاء بأقدامها وحذائها الممزق



هذا باختصار ما رأيته وما سمعته شعرت بحزن وألم على تلك الفتاة رغم أن الحضانة انتزعت من أخوتها



وزوجة أبيها ورغم انتقالها لدار الحضانة الاجتماعية لتبدأ حياة جديدة ربما لن تكون أسعد من سابقتها



لكنها حتما لن تكون أكثر بؤسا منها ,,,,



فعلا كم أنتِ قاسية أيتها الحياة وكم فيك من البشر من هم قساة اقسى من الحجارة ,,,,